“سابك .. من شركة الـ30 شخص إلى عملاق صناعة البتروكيماويات في العالم”
•
لو تم إستثمار 100 ألف ريال وقت التأسيس في سابك ، كم مبلغ الإستثمار الآن ؟
•

بدأت أولى خطوات تأسيس سابك عندما عُيّن غازي القصيبي وزيراً للصناعة والكهرباء بعد إعادة الهيكلة لبعض الوزرات على عهد الملك خالد رحمه الله
واجه غازي تحدّي في بناء وزارة وصناعة تفتخر بها المملكة فأول ما أستعان به هو مركز الأبحاث والتنمية الصناعية وكان من أهم الأشياء التي فكّر بها
هي الصناعات الأساسية وهي الحديد والصلب والألومنيوم والبتروكيماويات ولإيمان غازي بأن هذه الصناعات مهمة.
شكّل غازي فريق عمل يرتبط به مباشرةً وطلب من عبدالعزيز الزامل ترأس هذا الفريق من 5 أشخاص وهدفه شرح خطة عن صناعة البتروكيماويات في المملكة والعمل على نظام الشركة
وكان هناك إتجاهان هل تصبح مؤسسة حكومية مثل بترومين أو لا.
فإتجه غازي القصيبي إلى العم الفاضل محمد أبالخيل (وزير المالية السابق) فأشار إليه بأنه بدل من تأسيس مؤسسة وبيروقراطية لتكن شركة حكومية ذات حصص ويتم لاحقاً طرحها في سوق الأسهم وبالفعل غازي سمع لوزير المالية وتأسست الشركة

بدأت سابك بطموح وطن وهمّة 30 شاب سعودي يقودهم غازي القصيبي و عبدالعزيز الزامل عندما إستأجروا شقّة في شارع المطار بالرياض ثم لم تكتمل 6 أشهر حتى إستأجروا المبنى كامل ليكون سكن الموظفين لأنهم كانوا يعملون ليل نهار لتأسيس شركة لا يعلمون عن صناعتها إلا القليل

أعلنت المملكة عن نيتها وخطتها لتكون رائدة في صناعة البتروكيماويات في العالم وشنّ الإعلام الخارجي هجماته ليشكك في قدرته المملكة على المنافسة في هذا القطاع – حسب كلام المهندس عبدالعزيز الزامل – رحمة الله عليه وأن هذه الخطط لا يمكن أن تتم لضخامتها وصعوبتها
لدرجة أن مراسل صحيفة بريطانية زار المقر ودخل عليهم في (شقّة سابك) وكتب بعدما عاد (زرت عدد من الشباب المتحمسين في شارع خلفي من شوارع الرياض وفي شقّة صغيرة يزعمون بأنهم يبنون قوة صناعية للمملكة لتنافس العالم .. إنهم يضيعون وقتهم وأشك في طموحهم بأنه سيتحقق)
بعد 7 سنوات وأول مابدأت شركات سابك تبدأ العمل في 1983-1984 دعى فريق عمل سابك الصحفي نفسه ليرى ماتم إنجازه ليعود لبلاده ويكتب مقال آخر يصف مارآه وعن جدّية المملكة في نقل هذه الصناعة لتكون ركيزة أساسية للإقتصاد
دخلت سابك في مفاوضات مع مجموعة من الشركات من الولايات المتحدة واليابان وتايوان وبحلول عام 1981 تم انشاء ثمانية مشاريع مشتركة لبناء وتشغيل مصانع بمواصفات عالمية في مدينتي الجبيل وينبع

لم تخلو مسيرة سابك في سنواتها الأولى من التحديات ففي عام 1982 قررت شركة داو كيميكال الإنسحاب من مشروعها المشترك مع سابك (بتروكيميا)، وكان على سابك إتخاذ أحد أهم القرارات في مسيرتها والمتضمن إما إلغاء المشروع أو قبول التحدي والمضي قدما في بناءه دون شريك أجنبي.
إتجه عبدالعزيز الزامل وفريقه التنفيذين في مساء يوم جمعه إلى منزل غازي القصيبي لتحديد مصير المشروع وقرروا المضي قدماً دون شريك أجنبي في تحدّي توكلوا فيه على الله ثم إيمانهم بأن قدراتهم تتعدى مصاعب كثيرة وهمس غازي لفريقه (المصاعب تصنع الرجال)
وفعلاً هذا ماتم خلال سنتين فتعدّت بتروكيميا الحلقة الأصعب وبجهود ذاتية من سابك إكتمل المشروع بنجاح وأكسب النجاح الذي تحقق في إنجاز بتروكيميا ثقة كبيرة في قدراتها على تطوير مشاريع عملاقة وأسكت المشككين في الداخل والخارج بأن المملكة والشركة جازمة بأن تكون لاعب أساسي
بعد دخول المرحلة الأولى من مشاريع سابك مرحلة الإنتاج التجاري عام 1983 وتماشيا مع اقتراح أبالخيل والقصيبي لخصخصة الشركة، تم الاعلان عن توجه الشركة لطرح أسهمها للاكتتاب العام
وفي عام 1984 تم طرح 30٪ من أسهم سابك على المواطنين مع تخصيص 10% منه لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي
إزدهرت سابك وأصبحت مجموعة تضم أكثر من 25 شركة ولديها أكثر من 40,000 موظف يعمل ليكونوا جزء من 3 أكبر شركة بتروكيماويات في العالم وتصبح حديث العالم شرقاً وغرباً

وتدخل قائمة الفايننشيال تايمز لأكبر 500 شركة في العالم من حيث القيمة السوقية لعام 2008 على الرغم من اضطرابات الأسهم التي عانى منها العالم في الأزمة العالمية
ليكون مارس 2019 تاريخي بإعلان أرامكو الإستحواذ على حصة صندوق الإستثمارات العامة البالغة 70% بمبلغ 69 مليار دولار
وصلت إيرادات سابك للتسعة أشهر الأولى فقط من 2019 مبلغ 100 مليار ريال
وتوصي بتوزيع أرباح بلغت 6.6 مليار ريال عن النصف الأول فقط من 2019
ليحقق من إكتتب في أسهم سابك منذ التأسيس حتى نهاية 2019 أرباح قياسية خلال 35 سنة
فمن إستثمر بمبلغ 100,000 ريال فإن عوائدة وإستثمارته بلغت حوالي 6,900,000 مليون ريال بإعادة إستثمار الأرباح الموزّعه والإبقاء على منح الأسهم الممنوحه
علمتني قصة تأسيس سابك كيف يكون الطموح أساس العمل وكيف يكون الإيمان والعمل الجماعي أثره أقوى
نفخر في شباب وشابات الوطن وأن كل شخص في هذا البلد لديه الكثير ليقدمه ومؤمن بأن رؤية وطن وهمّة شباب وقيادة كجبل طويق سنرى أمثلة كثيرة مستقبلاً كسابك بإذن الله تعالى

رحم الله غازي والزامل وكل من كان سبباً لبناء صرح شامخ كسابك
ووفق الله كل من أراد نفع البلاد والعباد وترك أثر ومعنى وكان همّة نفع الناس وبناء الوطن.
التاريخ سيتكرر .. وسنرى 100 شركة كسابك بإذن الله تعالى